السبت، 12 سبتمبر 2009

قصة واقعية - قلب ٌ ما بين العفيفة / وبائعات الهوى..(3)

اليوم وما أدراك ما هذا اليوم، الثاني والعشرون من رمضان، ياااااه لقد مر الوقت سريعاً جداً، بالأمس كنا نترقب قدوم الشهر الفضيل، واليوم بتنا نستعد لعيد الفطر..

لا أعلم ربما أصبح كل عماني ٍّ يفكر حالياً، ماذا سيشتري للعيد، الأب يفكر في شراء أضحية العيد، والحلوى العمانية، والفواكه، والأم تفكر ماذا ستصنع من حلويات؟، والأبناء يفكرون في شراء ملابس العيد..الخ..

لكن!!! لماذا لا يذهبون للتسوق إلا في نهاية الشهرالفضيل؟ أين هم في بداية أيام الشهر الفضيل؟ هكذا سيشكلون إزدحاماً في الأسواق، ووزارة الصحة مشكورة قد حذرت من الإزدحامات لما تشكل من خطرٍ في مساعدة انتشار انفلونزا الخنازير..

يجب أن يكون هناك تعاون ما بين وزارة الصحة ومواطنيها الكرام..

يوم الخميس من الأسبوع الماضي من صباحه اتصل عليَّ أحد رفقاء الدرب، وقد دعاني معه لتناول الفطور، ولا أخفيكم كنت متثاقلاً للذهاب وذلك لطول المسافة الواقعة ما بين سكني الحالي وبيت صديقي..

في نفس اليوم، وفي تمام الساعة الواحدة من ظهره، وقد كنت نائما حينها، اتصلت عليَّ رانية النصرانية:

هي: آلو، مرحبا، وصباحك سكر..

أنا: وأنا أنظر إلى ساعة الهاتف، أوووووه يا رانية أي صباح وأي خرابيط، هاااه شعندك داقة علي آمري!!

هي: يوه الناس تسلم، كيفك منيح؟

أنا: ايه ايه منيح، كيفك أنتي؟

هي: منيحة، فاضي الساعة 2؟

أنا: لا، ما فاضي أريد أطلع الباطنة، معزوم..

هي: بدي توصلني للقرم بليز عند أختي..

أنا: طيب، يا مزمزيل رانية، باخذ دوش وبجيك، تكرمي..

هي: تكرم عيونك..

انتهى الإتصال، كدت أمزق الوسادة من الغيض، لم تجد هذه الرانية إلا أن تتصل بي هذا اليوم لكي أوصلها..

ذهبت إليها، انتظرتها أسفل مواقف البناية، وكالعادة ( مس كووول وبتنزل ) ..

جاءت المزمزيل رانية، وركبت السيارة، قلت لها:

أنا: رانية أوووووه شو هاللبس، ياخي أنا صايم!!

هي: شو عجبك؟

أنا: أقولك صايم تقولين لي عجبك؟

هي: شو تريد ألبس لك، بطانية الخفاش!!!

أنا: لا خفاش ولا بطريق..

تأففت في نفسي، ثم أوصلتها، وذهبت متجهاً إلى الباطنة، انطلقت من مسقط قبيل الساعة الثالثة من الظهر، وقد وصلت أمام منزل صديقي في الساعة الخامسة والنصف، رحب بي صديقي العزيز، وأشار إليَّ بأن أدخل المجلس، وقبل أن أدخل نظرت أسفل باب المجلس، وإذا بي أرى العديد من الأحذية قلت له:

أنا: صديقي وابوووويه تو أنته من عااازم؟!!

هو: ماحد كمين نفر، من الشلة، فلان وفلان وعلان..

أنا: الله يصرف بليسك، عاد ما لاقي تعزم غير فلان الدفش، لو كنت أعرف إنه هنا، بصراحة كنت اعتذرت..

وفي الحقيقة هذا الشخص، يستفز أعصابي وبالعماني (( مجيحدي )) إن صح التعبير، وقد بحثت عن كلمة الجاحد، وربما العمانيون أخذوا هذه الكلمة مجيحدي من الجاحد إن كانت وجهة نظري صحيحة:

وقد أخذت هذا الإقتباس من مقاييس اللغة:

الجُحود، وهو ضدّ الإقرار، ولا يكون إلاّ مع علم الجاحد به أنّه صحيح. قال الله تعالى: وَجَحَدُوا بِها واسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ [النمل 14].

دخلت المجلس، وسلمت عليهم الواحد تلو الآخر، كانوا ما يقارب العشرة أفراد، والأغلب كنت أعرفهم، وهم زملاءٌ منذ زمن ٍ بعيد..

تناولنا الفطور، وقد أخذنا الحديث ما بين الوضع الداخلي لعمان ومشاكل الشعب، وكنا كل إناء بما فيه ينضح..

وجاء وقت العشاء، ثم انتهينا منه، ثم أعلن الجميع وقت مغادرتهم من بيت صديقي، شاكرون له كرمه، وحسن ضيافته النبيلة، ثم ولى الجميع، وبقينا بمفردنا أنا وصديقي، وقد اندهشت من وضعه الذي تغير كثيراً عن عهده القديم..

كانت هناك تساؤلات عديدة في داخلي، ثم قلت له، هل تأذن لي بالمغادرة، أومأ برأسه رافضاً ذلك، فقال لي:

هو: لا تروح وخلك معي أريدك، خلينا نروح جنب الشاطئ نتكلم..

أنا: تصدق يا رفيق كنت حاسس وراك مشكلة ومشكلة كبيرة..

ذهبنا إلى الشاطئ، ثم جلسنا على رماله الناعمة، ودار حديثٌ طويل، انفتحت فيه الجراح، وانفتحت أبواب الماضي السوداء والخفية..

في هدوء عمَّ المكان إلا صوت أمواج الشاطئ، كلٌّ منا جلس وقد ابتلعه الصمت لحين ٍ من الوقت، حتى تحدث هو وقال:

هو: تدري يا صاحبي ياخي تبهذلت حياتي فوق حدر في الفترة الماضية، بس ألحين حالي أحسن..

أنا: أنا عارف إني مقصر، بس تعرف أنا سافرت وظليت كم شهر خارج، وكنت كل ما اتصل بك، أنته ما ترد!!

هو: لما كنت ما أرد كنت عايش في عالم اللاوعي!!

أنا: ممكن أعرف شو سالفتك يا صديقي؟!

هو: وأنا من زمان كنت أريد أتصل فيك، لأني ما أقدر أفضفض إلا معاك..

أنا: بصراحة قبل ما أسافر شفتك كثير تغيرت، وكنت كل ما أحاول أتقرب منك كنت تبتعد مني..

هو: صدقني ماعرف شو صار لي يا صديقي..

سرد لي القصة كاملة، وبالفعل إنها قصة ينفطر لها القلب ويجب أن تكون مثل هذه القصص منبرٌ لنا في العبرة والعظة..

ستكون للقصة بقية بالطبع..

لحين ذاك الوقت، أتمنى منكم الصبر والمتابعة..

<.>