الأحد، 6 سبتمبر 2009

على هامش ٍ محلي .. (1)

وكعادتي في أيام رمضان لعامي هذا، وبعد أن أفطر وحيداً بعيداً عن الأجواء العائلية الصاخبة كالسنوات الماضية التي لا أسمع فيها إلا أصواتا من هنا وهناك في وقت أذان المغرب، ذاك يريدُ لبناً، والآخر يريد قهوةً، وهناك من ينادي قائلا (أيه أيه ترى بيصلوا عنكم جالسين تترسوا كروشكم، سيرو صليو)، نعم جواً رائعاً، ولكنني فضلت الهدوء، لتفرغي بمشروعٍ أحسبه سيكون تقاطعاً ناضجاً لجميع السنوات الماضية التي ماتت من عمري البائس، وكالعادة ما بعد وجبة الإفطار، والتي تتكون: من تمر، ولبن، وماء، والشراب المفضل لدي "الفيمتو"، لا أجلس إلا أن أطقطق في تلك الآلة باحثاً عما يفيد مشروعي الجديد..

لهذا قررتُ أن أكون وحيداً في رمضان 2009، وقد هجرتُ مَسْقَط رأْسي، لما بعد عيد الفطر، وأحسبه كان قرارا صائبا، وستتضح الرؤية بعد حين، إذا كان القرار أثمر عن شيء ٍ مفيد ٍبالنسبة لمشروع ِ وحلم العمر..

شعرت بالملل والكآبة من الروتين اليومي الذي قضيته وحيداً بمفردي، ولذلك قررت أن أصنع خطة، قد تبعد عن وقتي الفقير الروتين اليومي الذي أمر به، والخطةُ الجديدة: هي أن أخرجُ أتَمَشَّى قليلاً في تمام الساعة التاسعة مساء كل يومٍ من رمضان النبيل لكسر روتيني اليومي اللعين..

وفي مساء اليوم التالي، كنت جالساً على سريري الذي ما إن تحركت قليلا عليه، إلا وأسمعه يصدر تلك الأصوات الملعونة (ائئئك أؤؤؤك ائئئئئؤؤؤك)، تأففت منه، وقد تأففت قبل ذلك كثيرا، وفجأةً انتبهت إلى الحائط ولما أجد فيه إلا صورة "هتلر" اللعين معلقة عليه!!
تسائلت حينها في نفسي؟!! أين ساعة الحائط التي أهدتني إياها تلك النصرانية "رانية"؟!!، وبعيدا عن التساؤلات التي دارت في ذاتي، نظرت إلى ساعة هاتفي المحمول، وإذ بها تشير إلى اقتراب تطبيق الخطة الجديدة.
ذهبتُ إلى الحمام، وأخذتُ حماما سريعا، وبَدَّلت ملابسي، وخرجتُ من الشقة..
ولكن!! استوقفت نفسي قائلا: لقد قررتُ الخروج للمشي ولكن لم أقرر إلى أين سأذهب بالتحديد!!
بعدها قررت أن أذهب إلى ممشى شارع الحب، هكذا يطلقون عليه، ولا أحسبه إلا تقليدا واضحا لعقولٍ هدفها الأول هو تمهيد الأمة البشرية للخضوع إلى " النظام العالمي الجديد ".

أوقفت سيارتي، نزلتُ منها، بدأت بالمشي على ( كورنيش الشاطئ )، وكان الجو جميلاً وبارداً بعض الشيء، مشيتُ مسافة طويلة، ثم رجعت متجهاً إلى سيارتي، وبجانب سيارتي ركنت سيارة أخرى وقد جلس على مقدمتها شابٌ في مقتبل عمره، وأظنه في منتصف عقده الثاني، وقد كان مطأطئاً رأسه، ألقيت عليه التحية، ولم يرد عليها!!!

لا أدري ماذا حدث لي؟!! ولكنني كنت موقناً بأنه لدى هذا الشاب مشكلة جعلته هكذا، مما جعلني أن ألقي عليه التحية ولكن بطريقة أخرى وهي مصافحته، وقد دار بيننا هذا الحديث:

أنـــا: السلام عليكم صديقي، كيف أخبارك؟

هـــو: مرحبا، تمام، تعرفني؟

أنـــا: لا والله بس افتكرتك (بو رافي ) صديق قديم، تنتظر أحد؟!!

هـــو: لا بس كذا جالس وحدي..

أنـــا: طيب ممكن سؤال؟!!

هـــو: خير شو هناك؟!

أنـــا: لا بس كأنك شايل هموم الدنيا، خير أقدر أساعدك بشيء؟!!

هـــو: لا مشكور.

أنـــا: طيب سمحني إذا أزعجتك، مع السلامة.

هـــو: حياك.

بعدها وقبل أن أفتح باب سيارتي، نادى عليَّ وقال:

هـــو: بو الشباب أنته مشارك في "المحفظة الفلانية"؟

أنـــا: لا بصراحة ليش يا صديقي؟!!

هـــو: لا بس كنت أسأل، طيب عندك فكرة وين وصلت القضية؟!!

أنـــا: لا ما كثير متابع، ولا دخلت هالمحافظ، لو سمحت ممكن نجلس مع بعض؟!!

هـــو: تفضل أخوي، ترى جالس على همومي من ورى هالمحفظة، ماحد ونيسي غير همومي.

بعدما جلستُ مع هذا الشاب، أدركت حينها مأساته الحقيقية من جراء مشاركته في هذه المحفظة، ربما سمعت عن قصص ومشاكل حدثت لبعض المشاركين من وراء بعض المحافظ الوهمية، إلا أن قصته وأنا متأكد من ذلك بأنها تختلف عن الآخرين، اختلافا كليا..

ستكون للقصة بقية، بعدما أرشف قليلا من هواء التفاحتين..

فقط تابعوني..

<.>

5 التعليقات:

غير معرف يقول...

متـابعين ..

اممم, شكل هالمدونة بتكون لذيذه :)

Bader al Hinai يقول...

تم اكتشاف شخص آخر اقترف جرم التدوين..

وتمت إضافتك إلى دليل المدونين العمانيين لدي في الشريط الجانبي لمدونتي..

تحياتي،

بدر الهنائي

Mr.Mase يقول...

اشكركم على مروركم .. والمدونة ما زالت جديدة..افتتحت نفسها قبل يومين فقط..

صديقي الجديد بدر، قد قمت أيضا بإضافتك في قائمة أصدقائي..

لكم تحياتي..
<.>

Muawiya Alrawahi يقول...

ههههه .. عمار المعمري في العادة تخصص اكتشاف مدونين جدد

إيييه .. تتكلم عن المحافظ، يلعن اليوم الأسود اللي دخلنا فيه بوابة الأعمال ..

أقولك ود الحلال زين تخوز خاصية التحقق بالحروف من إعدادات التعليقات في المدونة عشان الواحد يروم يعلق زين

Mr.Mase يقول...

أهلا بك صديقي معاوية..

ما يهمك..وخزناها الخاصية لخاطر زوجتك المصون، وما عشانك ولا عشان خاطرك، بس عشانها هي...

<.>

إرسال تعليق